الثلاثاء، 15 يوليو 2025

05:47 م

في ذكرى رحيلها.. أسمهان: موهبة استثنائية أطفأها الموت مبكرًا

الإثنين، 14 يوليو 2025 05:03 م

أسمهان

أسمهان

تحلّ اليوم، الإثنين 14 يوليو 2025، الذكرى الواحدة والثمانون لرحيل واحدة من أبرز الأصوات النسائية في تاريخ الغناء العربي، الفنانة الكبيرة أسمهان، التي رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم من عام 1944، عن عمر ناهز الثانية والثلاثين، في حادث مأساوي لا يزال يثير علامات استفهام حتى اليوم.

ورغم قصر حياتها الفنية والإنسانية، فقد تركت أسمهان، واسمها الحقيقي "آمال الأطرش"، إرثًا فنيًا مميزًا، يتميز بالتنوع والثراء، ويكفي صوتها المتفرد، وأداؤها العاطفي، ليرسخ اسمها في ذاكرة الفن العربي إلى يومنا هذا.

بداية مبكرة وصوت نادر

وُلدت أسمهان في 25 نوفمبر عام 1912، في أسرة فنية، وكان شقيقها الفنان فريد الأطرش له دور كبير في اكتشافها وصقل موهبتها. 

ومنذ سنواتها الأولى، أظهرت أسمهان شغفًا بالغناء، وكانت تردد أغنيات كبار المطربين في تلك الفترة مثل كوكب الشرق أم كلثوم، والموسيقار محمد عبد الوهاب، بالإضافة إلى أغنيات فريد الأطرش نفسه.

وجاءت لحظة التحول في مسيرتها الغنائية حينما زار الملحن الكبير داود حسني منزل شقيقها، فاستمع إلى صوتها وهي تغني، فأُعجب بها بشدة، وقال لها: "كنت أدرب فتاة تشبهك في الصوت والجمال، لكنها توفيت قبل أن ترى النور، وسأسميك باسمها: أسمهان." ومن هنا أصبح هذا الاسم هو بوابة عبورها إلى الشهرة.

تجربة سينمائية قصيرة.. وبصمة لا تُنسى

على الرغم من رحيلها المبكر، إلا أن أسمهان استطاعت أن تحجز لنفسها مكانة في السينما من خلال مشاركتها في فيلمين فقط، هما "انتصار الشباب" الذي قدمته عام 1941 مع شقيقها فريد الأطرش، و"غرام وانتقام" الذي عرض عام 1944، وكان من إنتاج يوسف وهبي، وشاركها بطولته نخبة من نجوم ذلك الزمن، منهم أنور وجدي ومحمود المليجي وبشارة واكيم.

وقد غنت أسمهان في هذا الفيلم مجموعة من أروع أغنياتها التي لا تزال تتردد حتى اليوم، ويعد هذا الفيلم بمثابة الخاتمة الفنية والإنسانية في حياتها، إذ لم تعش لترى عرضه على الشاشة.

حادث مأساوي ونهاية غامضة

في صيف عام 1944، وأثناء تصوير مشاهد فيلم "غرام وانتقام"، طلبت أسمهان من يوسف وهبي، منتج العمل، إجازة قصيرة للسفر إلى رأس البر للراحة والاستجمام. وافق وهبي، لكنها لم تكن تعلم أن هذه الإجازة ستكون الأخيرة.

وفي صباح الجمعة 14 يوليو، انطلقت أسمهان برفقة صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة في سيارة أجرة إلى وجهتهما، إلا أن السيارة انزلقت وسقطت في ترعة الساحل بمدينة طلخا، في مشهد مأساوي، أسفر عن مصرعهما في الحال.

ورغم مرور أكثر من ثمانية عقود على هذا الحادث، لا تزال وفاتها مثار جدل واسع، حيث ربط البعض بين الحادث وأدوار غامضة كانت تلعبها في السياسة أثناء الحرب العالمية الثانية، في حين اعتبر آخرون أن الحادث لم يكن مجرد قضاء وقدر.

أسمهان.. حضور يتجدد رغم الغياب

بعد رحيلها، لم يبهت نجم أسمهان، بل على العكس، ازدادت مكانتها الفنية رسوخًا، وأصبحت رمزًا من رموز الطرب الأصيل، إذ تميزت بصوت نقي وواسع المدى، استطاع أن يتنقل بين المقامات الشرقية المعقدة بسهولة، وكان يُقارن من حيث التميز بصوت أم كلثوم، وهو أمر نادر في تاريخ الغناء.

كما تميزت أسمهان بشخصية فنية مستقلة، وتمرد فني على قوالب الغناء التقليدي في عصرها، وقدرة على دمج العاطفة بالتقنية الموسيقية، ما جعلها محط إعجاب كبار الملحنين والشعراء في ذلك الزمن.

إرث فني خالد

على الرغم من قلة ما تركته أسمهان من أعمال فنية مقارنة بغيرها من الفنانات، إلا أن ما أنجزته في تلك السنوات القليلة كان كفيلًا بوضع اسمها في مصاف الكبار. ولا تزال أغنياتها تُذاع على الإذاعات ومحطات التلفزيون، وتُدرّس في المعاهد الموسيقية، ويتم استحضارها في ذكرى رحيلها كل عام بوصفها إحدى أهم الأصوات النسائية التي مرت على الموسيقى العربية.

إقرأ المزيد:

بعد شائعات وفاته.. كاظم الساهر الأكثر بحثاً على جوجل

مصدر مقرّب ينفي شائعة وفاة كاظم الساهر

search